(ياليتَ أنّـي قـد بقيـتُ مراهقـا)
!يا ليتَ أنّي قـد بقيـتُ مُراهقـا
كي لا يكونَ الحبُّ عندي صادقـا
ليظلَّ قلبي فـي هـواكِ كـزورقٍ
في الشطِّ ، لا بالعُمقِ يبقى عالِقا
لأظلَّ عصفوراً طليقاً في المـدى
لأظـلّ غُصنـاً للأعالـي باسقـا
ليظلَّ ليلي مُقمِـراً ، وقصائـدي
فَرَحاً ، وبحري بالنّسائـمِ رائقـا
ليظلّ شوقي دفءَ حِضنٍ لا كمـا
قد صارَ شوقي الآنَ جمراً حارقـا
ليظلَّ دمعـي قَطـرةً مصنوعـةً
لا مثلما قـد صـارَ دمعـاً دافقـا
يا ليتَ أنّ الحـبَّ ظـلَّ روايـةً
تُروى و تُروى دونَ أنْ تتحقّقـا
يـا ليتَـهُ حُلُمـاً لذيـذاً ظـلَّ لا
لا واقعـاً يجثـو علـيَّ مُحقّقـا
ياليتّ أنّي لـم ألِـجْ فـي غابـةٍ
و بقيتُ في الروضِ الصغيرِ مُحلّقا
يا ليت أنّي لم أصِلْ قِمَمـاً علـتْ
وبقيتُ في سفحٍ الهوى متسلّقـا
أحببتُ كلَّ الحُبِّ حيـنَ تكاثـرتْ
سنواتُ عمـري والفـؤادُ تعتّقـا
و حُرقتُ في نار الغـرامِ فراشـةً
تبقى تحومُ تحـومُ حتّـى تُحرَقـا
يا ليتَ شِعري ظلَّ أخرسَ ثمّ لـم
يُصبحْ بهذا الحـبِّ يومـاً ناطقـا
بصِبايَ كانَ الحبّ عنـدي دُميـةً
ألهو بها كالطفـلِ حتّـى تُسحَقـا
والآنَ صِرتُ أنـا لحبّـي دميـةً
لمّا كبرتُ وصِرتُ حقّـاً عاشقـا
لا يتبعـنّ القلـبُ قانـونـاً ولا
عُرْفاً و لا هـو يتبعـنَّ المَنطِقـا
لكنّ هـذا القلـبَ يتبـعُ خفقَـه
هو عاشق ٌ مادام يبقـى خافقـا